من الأسماء المصرية (1)

عـُثمان وعِـتمان

(التصنيف: كلمات مصرية\ صوتيات مصرية\ أسماء الأعلام)

الثاء

عتمان وعثمان هما اسمان من أسماء الأعلام. وهما يستعملان في المجتمع المصري، ولكن لا يستخدم أحدهما بدل الآخر؛ عثمان: ينطقه المصريون بصوت الصاد بدلا من الثاء- فالمصري لا يجيد نطق الثاء إلا متكلفا-، أو أن يكون متشبعا بدراسة اللغة الفصحى. المصري يقول /عُصْمان بن عفان/- بضم العين وإحلال الصاد مكان الثاء، مع الميم المفخمة، وتفخيم الميم هو الذي أدى إلى تفخيم السين فصارت صادا. (فالمصري يحل السين مكان الثاء في كلمات أخرى غير عثمان، أو يستبدلها تاء. فالمصري يقول: "كلام أمسال"؛ بالسين، حين يريد أمثال. وهو أيضا يقول: "تلاتة"؛ بالتاء، حين يريد: "ثلاثة". تلك من سمات اللسان المصري حين يتكلم.)

وقد يعتقد البعض أن عتمان- بكسر العين- هي طريقة أخرى لنطق اسم "عثمان"- بضم العين؛ ولكن الحقيقة تبدو غير ذلك.
لا بد أن نميز هنا لغويا بين ما هو مصري من كلام المصريين وبين ما هو عربي مما عرفه المصريون بعد دخول مصر تحت لواء الإسلام. اللسان المصري يكسر كثيرا من أوائل الكلمات حين ينطقها؛ فهو يقول: "تِـءـْدَر تِعمل كذا؟"، تماما كما ينطق عوام المصريين كلمة شرس دون تفاصح فيخرجونها: "/شِرِز/" بكسر الشين. في قريتنا- كما هو الحال في كل القرى المصرية- يستخدم الناس الاسمين (عتمان وعُصْمان) دون خلط بينهما، فهذا اسم، وذاك اسم آخر. رغم أن المادة اللغوية اللغوية واحدة في كليهما.

وما أردت إثباته هنا هو التمييز بين كلمة هي في الأصل مصرية، وكلمة أخرى وافدة إلى مصر مع دخول العرب مصر بعد الفتح الإسلامي وانتشار الإسلام في مصر. فاسم عثمان اشتهر في مصر تيمنا باسم سيدنا عثمان بن عفان- رضي الله عنه-؛ الذي لقبه النبي صلي الله عليه وسلم بذي النورين. أما اسم عِتْمان- بكسر الميم-؛ فهو الاسم المصري. هو اسم مصري قديم ظل يستخدم حتى زمننا هذا، رغم وجود اسم آخر، مرادف له تماما، هو عثمان؛ ذلك الذي ينطق المصريون ثاءه صادا بعفوية لغوية تميز نطقهم؛ فيقولون عُصْمان.
سعيد سليمان

***